الاثنين، 7 سبتمبر 2009

ال سعومد وثقافة السعادين

نظراً للخلط الحاصل بين العلاقة المكانية ما بين الأرض المُقدسة في جزيرة العرب مُتمثلة ببلاد الحرمين الشريفين وبين الجذور والتركيب السكاني لأفراد وشرائح المُجتمع الشعب العربي المُسلم الذين ولدوا ونشئوا في هذه المُباركة وما بين آل سعود كحكام طارئين مدعومين من الغرب وهُم بمثابة كلاب حراسة لمنابع البترول وتأمين مصالح الغرب الإستعماري في العصر الحديث مع عدم إغفال نشوء تلك العائلة وحكاية مجي جدهم مردخاي الذي ألقت به الرياح على الجزيرة العربية وأصبح لاحقاً يُدعى بـ مرخان , وكيفية تغلغل ذلك المردخائي ومن ثم السيطرة بالغدر على درعية الرياض قبل أن يفر من درعية القطيف بعد أن أكتشف أمره والقصة معروفة , فقد أقتضى التنويه لمن يجهل المُسميات وتختلط عليه الأمور ويرتبك أمام بعض السعادين والمُتسعدنين ممن يُثربون ويطعنون بالأخوة العرب حينما يناقشون الوضع الداخلي في بلاد الحرمين الشريفين ويلقون ببعض الأسئلة التي يعتقدون أنها مُفحمة للخصم فسوف أعود مرة أُخرى وأكرر بعض المعلومات المُعادة والمُكررة لأن التكرار لا يُعلم الشطار ولكنه يلقم بعض الأغبياء الأحجار ويُلجم الحمار .
وسوف أتكلم اليوم عن مُسمى السعودية وإسباغ ذلك المُسمى على أبناء هذا الشعب الكريم ثم تكبيله بمُسمى التابعية ( من مصدر التبعية ) بدلاً لمفهوم الجنسية الوضعية في كل القوانين والشرائع الحديثة !؟
فإذا إدعى آل سعود ومن يتبعهم وتنطعوا بأنهم مسلمون موحدون فالأجدر بهم أن يلغوا مُسمى التابعية ويتجاوزوا مفهوم القطرية الضيقة في التعامل والتصنيف على أساس الهوية ويعتبروا كل مُسلم وعربي هو مواطن في بلاد الحرمين كونها بلد الإسلام والتوحيد ويطبقوا الحديث الشريف ( المُسلم أخو المُسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره ... ) وبما أن هذا الشعار عظيم وواسع على آل سعود وأذنابهم وكبير على مفهوم السعدنة المردخائية الحديثة , فهم باتوا يؤمنون بمبدأ القطرية الضيقة ويروجوا لمبادي القومية والمشاعر الوطنية !!!؟
والمُضحك هنا أن آل سعود وفي عهد فيصل تحديداً كفروا القوميون العرب واتهموهم بالهرطقة والبدع والخروج عن مبادئ الإسلام الحقيقية السمحة التي تُحرم الحكم والتشريع بغير ما أنزل الله ؟
وهذا كلام جميل وليس عليه غبار لو أن من ينادي به هو إنسان سوي وأمين وحريص على الأمة الإسلامية وصادق في الطرح ؟
لكن آل سعود اتخذوا من الإسلام السعودي ستاراً لتحقيق مأربهم الخبيثة وتمكين سلطانهم وحكاية مُعاداة القومية ومُحاربة المشاعر القومية هي مُجرد ورقة لتسويق أنفسهم كحُماة للدين وحملة لراية التوحيد المزعوم ؟
فهل تعلم يا عزيزي القارئ أن آل سعود ومشائخهم كانوا يحرمون الصور والرسم لأنها شرك بالله ورجس من الشيطان !؟
وفي عهد الملك فيصل كان يهدى له صور والده المقبور عبد الإنجليز ولكن تلك القوانين والشرائع لا تُطبق على آل سعود لأن دمائهم زرقاء وهم شعب الله المُختار , كيف لا وهم أحفاد مردخاي الأجرب سيء الذكر , المُضحك أنهم كانوا يسخرون ويضحكون على ذقون مطاوعتهم بحيث يُحرمون عليهم الصور والعملة النقدية تحمل صور الملك وصوره تُعلق في كافة الوزارات والدوائر الرسمية !!!؟
المُثير أن آل سعود الحاليين فرضوا النشيد الوطني السعودي السلولي على جميع المدارس وباتوا يرغمون التلاميذ على حفظ وترديد النشيط الوطني السلولي وأصبحت الوطنية والمشاعر القطرية الكفرية السابقة أيام الناصرية نعمة من الله وفضل كبير وفرض واجب من ولي الخمر بعد أن كانت رجس من الشيطان في عهد جمال عبد الناصر !!!؟
بل أن آل سعود أكثر دولة في الوقت الحاضر تقوم بطبع بوسترات وبورتريهات وصور شخصية لحكامهم وصور المليك الأجوف باتت تملأ الشوارع وتعلق على مؤخرة السيارات وعارضات الأزياء لأجل ترسيخ محبة ولي الخمر في عقول القطيع , أو هكذا يظنون !؟
نأتي لمُسمى السعودية أو السلولية نسبة لـ(عبد الله بن أُبي بن سلول زعيم المنافقين في الإسلام ) وعلينا معرفة من هو أول من أطلق مُصطلح أو مُسمى السعودية ؟
تلك التسمية حديثة العهد وقد جاءت من بنات أفكار ضابط الاستخبارات البريطاني العتيد ( جون فيلبي ) الذي أدعى اعتناق الإسلام وكنى نفسه بـ( عبد الله فيلبي ) ثم أرتد كما أدعى مشائخ آل سعود لاحقاً , وهو في الحقيقة لم يُسلم أصلاً وقد كشف عن سررته بعد أن انتهت مهمته ؟
والمعروف أن شبه الجزيرة العربية كانت تُسمى في السابق أي قبل حكم آل سعود ببلاد نجد والحجاز وقبلهما كانت جزيرة العرب , وحتى بعض الإمارات المُستقلة التي قامت في الشمال والجنوب والشرق والغرب لم تُسمي تلك الإمارات أو الممالك بأسماء حكامها قط ؟ أي أن الحجاز على سبيل المثال التي حكمها الأشراف ولكنهم لم يسموها بالمملكة أو الإمارة أو الدولة الشريفية مثلاً ؟ بل سُميت بالحجاز .
ومنطقة حائل حكمها أيضاً آل رشيد من شمر ولم يكنوها بالإمارة الرشيدية نسبة لهم , بل أسموها إمارة حائل نسبة لمدينة حائل .
والأحساء كذلك حكمها آل عريعر من بني خالد ولم يطلقوا عليها الدولة أو الإمارة العريعرية , وحتى الرياض التي حكمها دواس بن دهام وبعض من آل سعود السابقين , فلم يسموها بالإمارة الدواسية مثلاً أو السعودية الغابرة ؟ بل كانت تُدعى إمارة الدرعية وإلى وقت قريب جداً !!!؟
إذن كيف سميت بلاد الحرمين بالسعودية وكيف سعدنوا البشر أو أرادوا أن يسعودوا هذا الشعب الكريم !؟
تبدأ الحكاية مع الحاج جون فيلبي الذي كان الرأس المُدبر لعبد العزيز بصفته ضابط إرتباط إستخباراتي مُكلف من قبل حكومة بريطانيا العُظمى آنذاك , وقد أعترض جيش الأخوان ( أخوان من طاع الله ) على دخوله للأراضي المُقدسة في مكة والمدينة وهو نصراني , وهي مُحرمة على الكفار !؟ فأجابهم عبد العزيز بن سعود بأن جون فيلبي قد أسلم وسوف يصلي بكم الآن !!!؟
ويالسخرية الأقدار كيف أصبح ضابط الإستخبارات البريطاني المسيحي إماماً ناسكاً في عهد عبد الإنجليز وبدأ يرسم ويُخطط للحاخام السعودي شؤون مملكته الجديدة ؟
وحينما استولى عبد العزيز بمدافع سيدته إليزابيث وبتخطيط من كابتن المدفعية الإنجليزي والضابط في سلاح المدفعية البريطاني اليهودي ديفيد شكسبير ( والذي قتله جيش بن رشيد في معركة جراب في القصيم ) وبعد أن أحتل عبد الإنجليز القصيم وحائل أصبح يُدعو نفسه بـ سلطان نجد , وبعد أن أحتل الحجاز أصبح يُكني نفسه بـ سلطان نجد والحجاز !؟
إلا أن الكولونيل المُتأسلم زوراً وبهتاناً هاري جون سانت فيلبي لم يعجبه هذا الاسم الكلاسيكي فقرر أن يخترع له مُسمى يواكب التطور الاستعماري الحديث ويوائم تطلعات العميل المُطيع عبد العزيز بن سعود ؟
فطلب جون فيلبي من عبد العزيز أن يعلن نفسه ملكاً وأقترح عليه أن يُطلق أسم (( السعودية )) على مملكته المزعومة , وتلك كانت أول مرة يسمع بها أبناء الجزيرة العربية بهذا الاسم وهو السعودية !؟
إذن مُسمى السعودية هو اختراع طارئ وحديث جاء من بنات أفكار جون فيلبي أمام المُصلين في عهد عبد الإنجليز ؟
نأتي لمسألة أن عبد العزيز قد وحد المملكة المزعومة ولهذا فمن حقه أن يطلق عليها اسم عائلته المسخ !؟
طبعاً بالرغم من الطريقة والكيفية التي أحتل فيها عبد العزيز بلاد الحرمين وبمعونة أسياده الإنجليز وتخطيط رجالاتهم , وبعيداً عن إستغفاله لأخوان من طاع الله الذين أستخدمهم عبد العزيز كبيادق مُستهلكة حقق فيهم مآربه الشخصية ثم تخلص منهم بعد أستنفذهم وانتهت صلاحيتهم في تلك المرحلة الانتقالية , فقد قامت بريطانيا بإلقاء القبض على الشيخ فيصل الدويش والشيخ إبن لامي في صحراء الكويت وتم نقلهم بواسطة طائرة عسكرية بريطانية ومن ثم تسليمهم لعبد الإنجليز الذي قام بتصفيتهم في الدرعية لاحقاً ؟ ( توجد صورهم أعلاه ) .
أقول لو أن عبد العزيز أطلق مُسمى السعودية على مدينة الرياض فقط ربما يكون هذا الأمر مُستساغ , فمثلاً جورج واشنطن كان قد وحد القارة الأمريكية الشمالية بعد أحداث الحرب الأهلية بين الشماليين والجنوبيين ومع هذا لم يطلق عليها مُسمى الولايات المُتحدة الواشنطونية مثلاً بإعتباره موحدها , مع أن مدينة واشنطن سميت بعده على أسمه تكريماً له , وحتى إبراهام لينكولن مُحرر العبيد لم يُسمي أمريكا على أسمه , بل وحتى أمريكو مُكتشف أمريكا بعد كريستوفر كولمبس والذي لم يكن يعرف بأنهُ قد أكتشف أمريكا فأصبحت من نصيب التالي أمريكو , مع هذا فهو لم يطلق عليها مُسمى أمريكا بل جاءت تلك التسمية من بعده ومن قبل المؤرخين اللاحقين الذين أطلقوا عليها مُسمى أمريكا نسبة للمُستكشف الإيطالي أمريكو فسبوتشي ؟
إذن عبد العزيز هو أول شخص يسن تلك ألسنة السيئة عندما طاوع سيده فيليبي وقبل أن يسبغ بلاد الحرمين بإسم السعودية نسبة لجده سعود , وأنا أستغرب لماذا لم يطلق عليها مُسمى المملكة المردخائية أو المريخانية نسبة لجده مردخاي أو مرخان بعد التحوير !؟
نأتي لمن يُحاجج عن جهل وعدم دراية بالتأريخ فيقول بأن الدولة العباسية والأموية كانت قد سبقت عبد العزيز بهذه البدعة فلماذا التركيز على عبد العزيز فقط !؟
أولاً لم تُطلق الدولة الأموية ولا حتى العباسية على نفسها مفهوم أو مُصطلح الدولة الأموية أو العباسية , ولم تمنح مواطنيها تابعية تحمل أسم الدولة أو هوية للمواطن كما فعل أحفاد مرخان ؟
بل كانت تُسمى الخلافة الإسلامية سواء أتفق معها البعض أم لم يتفق ويقود تلك الخلافة ويتزعمها الخليفة وبغض النظر عن طريقة مجيئه للسلطة , لكن هذا هو النظام المُتعارف عليه آنذاك .
أما كون الحُكام كانوا أمويين أو عباسيين فهذا صحيح ولا خلاف عليه , وهم فعلاً كانوا من بني أمية والتالين لهم من بني العباس , ولو أن آل سعود حكموا البلاد على أنهم من عائلة آل سعود فقط فلن يعترض على ذلك أحد وقد سبقهم لذلك الكثير ؟
إذن فبني أمية وبني العباس لم يكونوا بالغباء بحيث يعلنوا دولة باسمهم ويتخلوا عن مفهوم الخلافة الذي كان سائد في ذلك العصر , كما أنهم لم يُسبغوا على المواطنين لقباً أموياً أو عباسياً كتعريف للمواطنين أو هوية , بل كان هناك أهل الشام وأهل العراق وأهل الحجاز ونجد واليمن وخرسان وغيرها من تخوم الخلافة الإسلامية وكل شعب حافظ على هويته وأن بقي الحاكم أموي أو عباسي فهذا شأنه , وهم فعلاً كذلك لأن الأمويين هم من صلب أمية بن عبد شمس والعباسيين من صلب العباس عم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .
وأتحدى من يُحاجج عن جهل أن يأتيني بنص تأريخي أو وثيقة مكتوبة أو أثر يُثبت فيها أن المواطنون آنذاك كانوا يكنون بالعباسيين أو الأمويين نسبة لتلك الدولة , وحتى مُسمى الدولة الأموية والعباسية كمُصطلح سياسي نظامي هو جاء من قبل بعض المؤرخين المُتأخرين الذين دونوا تأريخ الخلافة الإسلامية عامة وحددوا الخطوط بين تلك الخلافة وغيرها عن طريق تسمية الدولة الأموية باسمها والعباسية باسمها للتفريق والتمييز بين هذين العهدين , وحتى الرسائل التي كانت تُرسل من قِبل الخليفة لملوك وأمراء الروم كانت تُكتب تحت عنوان ( الخليفة فلان بن فلان ) وتُجير وتوقع بختم خليفة المُسلمين ولم يأتي أي ذكر فيها لمُسمى الخليفة الأموي أو العباسي أو موقعة باسم خليفة أو ملك أو الأمير الأموي أو العباسي .
إذن من يجهل التأريخ عليه أن يُراجع جيداً ويقرأ ثم يُحاجج , ولو كان هذا الأمر مُتعارف عليه ومُستساغاً شرعاً وعُرفاً لأصبحنا نُكنى بالمُحمديين نسبة للرسول الأعظم عليه أفضل الصلوات والتسليم وهو أشرف وأنزه وأعف وأفضل بملايين المرات من هؤلاء الخونة آل سعود وأشكالهم , ولكن شرعاً لا يجوز بأن تنتسب لأحد غير والدك أو أن تحمل أسمه شخص حتى وإن كان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وكلنا يعرف قصة زيد بن حارثة ونزول الآية الكريمة التي تمنع وتُحرم الانتساب لغير الأب ؟ يقول الله تعالى في مُحكم كتابه :
( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (5) ( الأحزاب
إذن من أين أتى آل سعود بهذه البدعة أو الدعابة السعودية السمجة وكيف سعدنوا الشعب وسعودوه رغم أنفه , ولماذا نسبوا أبناء القبائل العربية وبقية المُسلمين لهم ودمغوهم بدمغة السعدنة وكيف سلخوا بلاد الحرمين من قدسيتها وتأريخها المُشرف ونسبوها لهم !!!؟
هناك خلل في الفكر وهناك غباء مُطبق لمن يفتخر ويُدافع عن هذا المُسمى الطارئ وغير الشرعي , فمن يعتقد أنهُ سعودياً فعليه يُراجع نفسه أو أن يفحص الدي أن أيه الخاص به لربما يجد نظفة سعودية بالخطأ ليثبت لنا سعوديته أو نسبه الجيني لآل سعود ؟
وحتى الدولة العثمانية التي خرج عليها آل سعود بحجة أنها لا تطبق الشرع ودولة بدع وكفر , مع أن الخلافة العثمانية لم تُبيح البنوك الربوية ولم تبث الدعارة الفضائية ولم تروج للمجون ولم تسوق للدعارة والعهر كما يفعل آل سعود الآن في فضائياتهم الفاحشة !؟
مع كل ما قيل عن الدولة العثمانية من تُهم ومؤاخذات فهي لم تحكم بمُسمى العائلة كما يروج بعض المؤرخين , بل إنها كانت تزعم بالخلافة الإسلامية وهذا الأمر موثق وثابت ولا يحتاج لجدال حتى وإن اختلفنا مع توجهاتها , بل أن مؤسس الدولة في بداياتها عثمان آل طغرل بيك حاول أن يدعي بالنسب لآل البيت حتى يستطيع أن يتغلب على مُعضلة النسب القرشي للخلافة الإسلامية ولكي يكون خليفة لكافة المُسلمين , لأن أغلب المذاهب الإسلامية تشترط أن يكون الخليفة من قريش وقيل من بني هاشم , ولما وجد عثمان طغرل أن الإمام أبو حنيفة لا يشترط أن يكون الخليفة عربياً فأتخذه مذهباً له وأصبح مذهب الدولة حنفياً منذُ ذلك الحين .
نأتي لمن يقول أن الأردن هي أيضاً دولة هاشمية , وهي تحمل أسم العائلة كما هو حال السعودية وهذا غباء وتدليس , فالأردن سُميت على نهر الأردن , وحينما جاء الأشراف فيما يُسمى بالثورة العربية أطلقوا عليها إمارة شرق الأردن , أي إمارة شرق ضفة نهر الأردن ؟
ومُسمى الأردن هو قديم قدم الحضارة وله أكثر من معنى فبعض المؤرخين يعتقد أنهُ يعني النهر المُقدس والبعض الآخر يفسره على أنهُ الوادي السحيق أو المنحدر العميق , وأستمر هذا المُسمى باقياً إلى هذه الساعة حتى أن الإغريق والرومان كانوا يسمونه مُعسكر الأردن , وحينما فتحت الجحافل الإسلامية بلاد الشام فقد كانوا يطلقون على تلك الأرض ( أجناد الأردن ) , وبقي الاسم كما هو عليه , إذن من العيب والخطأ الفادح المُقارنة بين مُسمى السعودية ومُسمى الأردن , وحتى مسألة إضافة مُصطلح الهاشمية لما بعد مُسمى الأردن فهذا لا يدل على البلد , لأن العنوان والأصل هو الأُردن بضم الألف والدال فقط ومتى ما رحل الهامشيون لأي سبب كان فسيبقى الأردن , أُردن وستزول الزوائد ولكن لن يتغيير أسم البلد .
ثم يأتي البعض يرمي بعض التساؤلات كنوع من التذاكي , حيث يقول إذا ألغينا مُسمى السعودية ومُصطلح السعودي ماذا سنُسمي البلد وماذا ستكون عليه كنية المواطن وتعريف هويته ؟
وهم لا يعرفون أن الخرائط الأوربية القديمة كلها تحمل مُسمى ( آرب لاند ) أي جزيرة العرب , وحينما تقول له ليكن مُسمى المواطن مُسلم أو عربي أو جزيري نسبة لشبه الجزيرة العربية بإعتبار هذه الأرض مهبط الوحي ومنبع العروبة والإسلام , فيتحجج بصعوبة المُسمى !!! ولكن هل مُسمى إماراتي مثلاً مع احترامي للاسم , فهل هو سهل ومُستساغ وماذا يعني إماراتي ؟
يعني أن هناك إمارات متناثرة سُميت في البداية بالإمارات المُتصالحة ثم أصبحت دولة الإمارات العربية المُتحدة وأصبح المواطن يُكني بالإماراتي مع صعوبة اللفظ , ولكن مع الاستمرار وبريق الدرهم الإماراتي أصبح مُسمى الإماراتي أخف شيء على اللسان , وعليه فأن ذلك العذر المزعوم مردود عليه والدليل هو مُسمى إماراتي الصعب أصبح سهلاً وهيناً ومُستساغاً من قبل الجميع !؟
إذن مُسمى السعودية طارئ ومُستحدث ومدسوس أيضاً والغرض منه إخضاع هذا الشعب وتدجينهم وذلك بجعلهم مُجرد قطعان وقوم تُبع ويُحاولون سلخهم بكل الوسائل من هويتهم العربية والإسلامية ونسبتهم لتلك العائلة المسخ المجهولة الأصول , والتي تسعى لتهويد المنطقة على الطريقة السعودية الجديدة , وهؤلاء لا يهمهم شيء سواء تثبيت أركان نظامهم الآيل للسقوط ودعم أشقائهم في مملكة يهوذا وغسيل أدمغة بعض الدهماء وجعلهم عبيداً وإماء وتصنيفهم على أنهم تُبع ومن أملاك آل سعود وما ملكت أيمانهم , فآل سعود هُم شعب الله المُختار في قرارة أنفسهم وأما الشعب فهم مُجرد أتباع وخدم ورعاة وعليه فهم يطلقون عليهم سعوديين أو مُتسعدنين فنسبوا الأصل الكريم للأرض والتأريخ القديم والزاخر بالإنجازات والفتوحات الإسلامية إلى عائلة وصولية لقيطة لم تستطع أن تدافع عن ملكها وتحافظ على مؤخرة مليكها إلا عن طريق جلب عاهرات أمريكا ومارينز الأسياد !؟
نأتي للعنصرية والخبث الذي زرعه آل سعود في عقول بعض قطعانهم أو في رؤوس بعض السعادين والمنافقين , وهو القول أن العرب يكرهوننا ولماذا يتدخلون في شؤوننا , وأنت يا فلسطيني أنشغل في بلدك ولا تتحدث عن آل سعود شعب الله المُختار , وأنت يا مصري ما دخلك فينا ولماذا لا تتحدث عن دولتك , وأنتم يا عرب ليس من حقكم أن تحاسبونا وووإلخ !؟
والسؤال لماذا يحق لآل سعود وملوكهم المأفونين التدخل في شؤون العرب وتقديم مبادرات السلام الإستسلامية المُخزية لأشقائهم الصهاينة باسم الفلسطينيين والتنازل بالنيابة عنهم عن حق العودة والتحدث بلسانهم مع توماس فرديمان واللقاء بأولمرت في عمان وبيع فلسطين وتشريد ملايين اللاجئين والتنازل والتفريط عن قدس الأقداس التي تهم عموم المُسلمين في العالم الإسلامي , ولا يحق للفلسطيني المسكين المُحاصر أن يلعن أبو جد مرخان الأول !؟
لهؤلاء المُرتزقة وجزم آل سعود أقول لهم أن من حقكم أن تغتسلوا كل يوم ببول ولاة خموركم ومن حقكم أن تتباركوا بتقبيل أيديهم النجسة وأن تلعقوا جزمهم صبح مساء ويحق لكم أن تتبهلوا وتتفاخروا بمنجزاتهم المزعومة , ولكن من حق العرب أيضاً أن ينتقدوهم ويلعنوا أبو سلسفيل آل سعود خونة الدين والأمة .
فأما أن تتبرؤوا من الإسلام وتكفون شركم عن البلاد العربية والإسلامية وحينها ربما سيكف الناس ألسنتهم عنكم كما تناسوا السلطان قابوس , أو أن تقطعوا وتخسئوا وتتحملوا ما يأتيكم من مضاعفات مؤامراتكم الخبيثة وخيانتكم للأمة العربية والإسلامية , ولا كرامة للأذناب وجزم السلاطين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق