الاثنين، 7 سبتمبر 2009

هل سينجح آل سعود في طمس تأريخ الجزيرة العربية ؟





وللأسف فأن تأريخ الجزيرة العربية وخلال ثلاثة قرون خلت يكاد يكون عقيماً وفارغاً ويخلو من عملية التدوين التاريخي إلا من بعض المصادر القليلة جداً والنادرة , ومع هذا لم تسلم هي أيضاً من التزوير والتحريف والبتر والتلفيق , فقد تعرضت تلك المصادر الشحيحة للإتلاف المُتعمد والإخفاء المقصود والتزوير المكشوف من قبل آل سعود وأذنابهم , لأغراض سياسية معروفة أو لعقدة نقص قبيلة وشخصية يُعاني منها من قاموا بتلك العمليات الجبانة من بتر للحقائق وتغييب الحقيقة وطمس الوقائع التاريخية المعروفة والأحداث المهمة لغاية في نفس مردخاي هذه المرة وليس في نفس يعقوب !؟
ومما لا ريب فيه أن آل سعود هم أشد المزورين فتكاً وعبثاً بالوثائق التاريخية القديمة , وهم من أسوء وأفضع المُغتالين لذلك التأريخ الجزيري الشحيح , والسبب أنهم يُعانون من عقدة النقص التاريخية ويخشون من ظهور الحقائق الدامغة والقصص الحقيقية التي تُبين أصلهم الوضيع وتفضح مسيرتهم المشبوهة مما سيؤثر على سمعتهم ويكشف خداعهم وفبركتهم للأحداث التي يُظنون واهمين أنهم قد أزالوها أو طمسوها من تأريخ الجزيرة العربية نهائياً وللأبد .
سبب إيرادي لهذا الموضوع الحساس هو بسبب تقرير ظهر على قناة العبرية السعودية , كان يتحدث عن توفير خدمة الإسعافات الأولية للوثائق التاريخية فيما يُسمى بالسعودية وذلك عن طريق سيارات إسعاف مُجهزة بطاقم مختص في تقييم الوثائق والكتب الأثرية المهمة والخطيرة !؟
حيث خصص أمير الرياض المدعو " سلمان بن عبد العزيز " المشهور بسلمان أبو حلاوه سيارات إسعاف خاصة بمعالجة الوثائق وترميمها حسب الزعم , وفي نهاية ذلك التقرير ذكر المذيع أن الدولة إذا وجدت أن تلك الوثيقة الشخصية لها قيمة تاريخية فأنها سوف تصادرها من أصحابها !؟
وأما إذا كانت مُجرد عقد أو وثائق وكتيبات غير ذات أهمية فسوف تأخذ أجور مالية من أصحابها لقاء المُعالجة والترميم والتجليد !؟
وهذا يُثبت أن سلمان بن عبد العزيز حريصاً جداً , ليس من أجل الحفاظ على تلك الوثائق والصكوك والكُتب النادرة , بل هو يسعى جاهداً لطمس وإعدام وإخفاء جميع الوثائق المُهمة التي تحوي أسراراً خطيرة أو الكتب التاريخية القديمة التي تسرد الأحداث القديمة وحتى المُعاصرة لبلاد الحرمين الشريفين .
بل أن أبو حلاوه منذُ أكثر من ربع قرن وهو يقود حملة تزوير شعواء للتأريخ في شبه الجزيرة العربية وذلك بإنشائه بما يُسمى بـ" دارة عبد العزيز " والهدف منها هو سعودة التأريخ في بلاد الحرمين الشريفين وجعله تأريخاً عائلياً يبدأ من آل سعود فقط وإلغاء وتشويه ما قبله !؟
وكذلك يسعى لغرض الاستحواذ الكامل على المعلومة ومصادرة أي كتاب مفقود أو مُصدر مهم أو وثيقة نادرة لدى المواطنين في بلاد الجزيرة العربية خوفاً من عواقب تلك الوثائق القديمة إذا ما ظهرت للعلن وكشف عن مكنوناتها , والتي فيها الكثير من القصص والقصائد النبطية التي تبين أصل آل سعود الوضيع وتفضح سريرتهم الخبيثة وسيرتهم العفنة ؟
بل أن سلمان بن عبد العزيز أمر بمصادرة الكثير من الكتب الصادرة حديثاً وبالمُقابل سمح لكتب أُخرى تُسيء للإسلام وتتهكم على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وتطعن بالثوابت !؟
وسبب المنع لأن مؤلفيها كانوا قد استعانوا بمصادر تاريخية من الخارج لا تصب في صالح آل سعود وتذكر حقائق حرجة لطالما حاول آل سعود إخفائها وتوريتها عن العامة , وسبب السماح للمُسيئين للقيم والثوابت لأنهم لم يتعرضوا للذات السعودية !؟
وهذا يُدلل أن آل سعود وسمعتهم وتأريخهم في شرعهم السعودي هو مُقدم على سيرة وتأريخ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ومُحرم وممنوع المساس بهم وما غيرهم فهو مسموح ومُباح !؟
كما استدعى سلمان شخصياً بعض الرواة الشعبيين ممن تعودوا على سرد بعض القصص التراثية والأشعار النبطية الخاصة بأحداث نجد والحجاز خلال القرنين الماضيين من خلال تسجيلها في أشرطة كاسيت , وطلب منهم عدم التطرق لأي شيء يُسيء لآل سعود وحذرهم من ذكر أي معركة أو قصيدة فيها هزيمة أو ذم وقدح لوالده المغوار عبد العزيز أو الدرابيل , أو بقية أفراد العائلة من الماضين , وقد سحبت ومنعت النسخ القديمة من الأسواق وصودرت , وتم استبدالها بتسجيلات جديدة كلها تُمجد وتُطبل لآل سعود وتتغنى بمنجزات عبد الإنجليز ( معزي ) أخو بوسي !؟
فأشد ما يُثير آل سعود هو تدوين التأريخ الحقيقي وغير المزيف لبلاد شبه الجزيرة العربية , وأشد ما يُغضب سلمان أبو حلاوه تحديداً هو عندما يسمع أن البعض يذكر شجاعة ورجولة ونخوة خصوم والده المقبور , أو يُشيد بأعداء آل سعود حتى ولو بصفة الكرم , لأنهُ يعرف جيداً أن أبيه عرف بالجُبن والمكر والبُخل , فقد كان يُفر من المعارك إذا احتمى الوطيس فيحتمي هو بمكان آمن لكي " يُـدربـل " أي يستخدم المنظار لمُتابعة سير المعارك , حتى أطلق عليه الأخوان مُسمى ( أبو الدرابيل ) !؟
وإلا هل يُعقل أن سلمان أبو حلاوه يٌبدي كل هذا الحرص على وثائق وعقود الناس وكتبهم القديمة , بحيث يُهيأ لهم سيارات إسعاف خاصة ومزودة بأحدث الأجهزة يتم الإتصال بها من خلال أرقام مُخصصة لخدمة المواطنين من الذين لديهم وثائق أو كُتب أثرية فتأتيهم تلك الإسعافات الحديثة على جناح السرعة لكي تعالج لهم وثائقهم التاريخية !؟
بينما بالمُقابل يموت المرضى في بيوتهم دون نقل وإخلاء للمستشفيات , ويُفارق الحياة المُصابين في الحوادث المرورية على طرق الموت السريعة , وإسعافات وزارة الصحة السعودية الخاصة بنقل المصابين لا تصلهم إلا بعد فترة طويلة , أو ربما لن تأتي أبداً حتى يُفارق الضحية الحياة !؟
فهل يُصدق مجنون أن سلمان بن عبد العزيز يتلطف ويتعطف لكي يُرسل إسعافاته الخاصة والمُرفهة تلك , ولأي مكان ولأبعد هجرة في السعودية من أجل أن يُنقذ ويُعالج تلك الوثائق القديمة !؟
كبيرة شوي وواسعة جداً على أبو حلاوه , ولكن كما يُقال إذا عرف السبب بطل العجب ؟
وعلى ذكر الكُتب الممنوعة والوثائق القديمة يسعدني اليوم أن أقدم خدمة مجانية لسلمان بن عبد العزيز وعلى طريقة موضة إسعافات الدارة للترقيع والترميم , وأنبهه أن كتاب " هارولد ديكسون " بعنوان ( الكويت وجاراتها ) مازالت الطبعات القديمة منه تُباع في الأسواق رغم جهودك الجبارة في سحب طبعات ذلك الكتاب من المكتبات ويبدو أن تعبك قد ذهب هباءً منثورا ؟
فكل كتب آل سعود الحديثة والمُفبركة والمزورة تتحدث عن عبد العزيز كموحد وإمام للدين وللدولة , وتصفه بالسوبرمان المرخاني الخارق الذي هزم الأحزاب وحده !؟
وعندما تحدث هيكل عن أمور سطحية جداً عن سيرة عبد العزيز الشخصية وسرد عدد زوجاته , ثارت ثائرة آل سعود وغضبوا وشتموا هيكل , مع أن الرجل كان يجاملهم ويمسح على أكتافهم ويرميهم بالزهور !؟
وعندما ظهر الابن البار لعبد العزيز طلال بن عبد العزيز ابن الزوجة الشركسية المحضية لديه من على قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر وأعترف بأن والده كان يتقاضي من الإنجليز راتباً شهرياً وقدره 5000 جنيهاً إسترلينياً !؟
استشاطوا غضباً وأزبدوا وأرعدوا وقالوا أن طلال مخرف ولا يعرف ما يقول ولا يفقه في التأريخ السعودي وووو إلخ .
واليوم أنقل لكم ما قاله العقيد الإنجليزي هارولد ديكسون عن العميل الصغير عبد العزيز بن سعود وما حدث في خيمة العقير , عندما أجتمع المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس وخادمه عبد العزيز بن سعود ووفد العراق وبحضور هارولد ديكسون من أجل ترسيم الحدود بين العراق ومملكة ابن سعود ؟
والبدو يقولون ( إذا تكلمت سند ) وسوف أستند بالوثائق وأثبت من خلال كتاب ديكسون نفسه :
فيذكر السياسي البريطاني السابق العقيد " هارولد ريتشارد باتريك ديكسون " (H. R. P. Dickson ) والذي كان يشغل منصب المعتمدً السياسي في الكويت عام 1929- 1936 حيث يروي في كتابه " الكويت وجَاراتها " الذي صدر عام 1956م , فيقول في الصفحة 281 في السطر العاشر وفي منتصف الصفحة تقريباً ما يلي :
(( ففـي اجـتماع خـاص ضـم السـير بيـرسـي كـوكـس وعبد العزيـز بـن سـعود وأنـا فقـط , ففقـدّ السـير بيـرسـي كـوكـس صـبره وأتهـم عبـد العزيـز بـن سـعود بأنـهُ تصـرف تصرفاً صبيانياً في اقتـراح فكـرة الحـدود العشـائريـة .
ولـم يكـُن السـير بيرسي يُجيـد اللغـة العربيـة فقمـت أنـا ( ديكسون ) بالترجمـة .
وقـد أدهشـني أن أرى سـيد نجـد يـوبـخ كتلميـذ وقـح مـن قبـل المنـدوب السـامـي البـريطانـي لحكومـة صـاحـب الجـلالـة , الـذي أبلـغ عبد العزيز بن سعود بلهجـة قاطعـة أنـهُ سـيخطط الحـدود بنفسـه بصـرف النظـر عـن أي اعتبـار .
هكـذا انتهـى هـذا الفصـل مـن المسـرحيـة فأنهـار عبـد العزيـز بـن سـعود وأخـذ يتـودد ويتـوسـل مُعلنـاً أن السـير بيـرسـي كـوكـس هـو أبـوه وهـو أمـه , وأنـهُ هـو الـذي صنعـه ورفعـه من لاشـيء إلـى المكانـة التـي يحتلهـا , وأنـهُ علـى اسـتعداد لأن يتخلـى عـن نصـف ما يملكـه بل كلهـا إذا أمـر السـير بيـرسـي بذلك !؟ )) . انتهى الاقتباس
http://img404.imageshack.us/img404/4923/98411263ij2.jpg
كما يذكر في الصفحة 282 في نفس الكتاب وفي السطر 15 في منتصف الصفحة أيضاً حيث يروي ديكسون ما يلي :
(( وحوالي الساعة التاسعة من ذلك المساء حدثت مُقابلة مُدهشة . فلقد طلب عبد العزيز بن سعود مُواجهة السير بيرسي كوكس على حدة , وصحبني السير بيرسي معه فوجدنا ابن سعود واقفاً وحده وسط خيمة الاستقبال بادي الاضطراب .
وبادر عبد العزيز بن سعود السير بيرسي قائلاً بصوت كئيب :
- يا صـديقي لقـد حـرمتني مـن نصـف مملكتـي . الأفضـل أن تأخـذها كلهـا ودعنـي أذهـب للمنفـى .
وظـل الرجـل القـوي العظيـم واقفـاً رائعـاً فـي حـزنـه وأنفجـر باكيـاً !؟
فتأثر السير برسي كثيراً وأمسك بيد عبد العزيز بن سعود وأخذ يبكي هو الآخر والدموع تنحدر على وجنتيه . ولم يكن حاضراً تلك اللحظة سوى نحن الثلاثة . وأنا هنا أقص ما شاهدته بكل أمانة . )) انتهى الاقتباس .
http://img112.imageshack.us/img112/7817/percy2yo2.jpg
علماً بأن هارولد ديكسون كان صديقاً حميماً لعبد العزيز بن سعود وهو لم يذكر إلا الحقيقة , أي أنهُ لم يتحامل أو يتبلى على صديقه العزيز معزي , لذا فهو يروي ما حدث بالضبط دون مجاملات أو مُراعاة لأحد . وهارولد ديكسون هذا هو زوج ديم فيوليت المعروفة في الكويت بـ( أم سعود ) , وقد عاشا هو وزوجته في الكويت حتى مماتهم .
فهذا نزر يسير من سيرة وتأريخ العميل الإنجليزي عبد العزيز بن سعود حفيد مرخان , ومهما حاول ولده سلمان بن عبد العزيز أن يُخفي خيانة آل سعود ويطمس حقيقة أن والده كان خادماً وعميلاً للإنجليز فلن يستطيع أن يحجب أشعة الشمس بغرباله المُمزق والمُهترء ؟
فهاهو والده يُقر ويعترف بعظمة لسانه أنهُ صنيعة إنجليزية كوكسية وبامتياز , وهاهو يفتخر بأن بيرسي كوكس هو أبوه وأمه وهو الذي جعله ملكاً على أطهر بقعة بعد أن كان لا شيء ومُجرد نكرة !؟
فإلى كل كلاب وأذناب آل سعود وإلى كل كتبة ومرتزقة أحفاد مرخان , أقول لهم هذا هو إمامكم الموحد المزعوم , وهذا هو بطلكم الأسطوري الخائب , فلا تتبجحوا علينا بعد الآن بمنجزات ذلك العميل الصغير عبد الإنجليز , ونصيحة لابو حلاوه أن وفر أموالك وسخر تلك الإسعافات لنقل المصابين والمرضى الحقيقيين من البشر ودع عنك التزوير والفبركة والتلفيق لأن أبوك مُجرد حثالة مُرتزق وبإعترافه , ولن تحسن صورته حتى لو استخدمت كل مساحيق التجميل في العالم .
لأن الخائن يبقى خائن حتى وأن كبر رأسه وامتلأت بطنه وتغيرت أحواله , والعاقبة لكم يا أحفاد مرخان
ملاحظة هامة :
من أراد أن يشتري كتاب هارولد ديكسون " الكويت وجاراتها " عليه أن يشتري الطبعة الأولى والثانية فقط ؟
لأن الطبعة الثالثة تم تنقيحها حسب الرغبة السعودية المرخانية وعن طريق سلطة الريال السعودي الذي بواسطته تم تزوير التأريخ وتشويه المصادر بطريقة القص والبتر والتلفيق . كما أنصح أبناء الجزيرة العربية أممن يملكون كتب قديمة ووثائق نادرة أن لا ينخدعون بإسعافات سلمان أبو حلاوه الأولية ويحافظوا على وثائقهم بعيداً عن مكر وخبث وسلطة أحفاد مرخان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق